سورة التوبة - تفسير التفسير الوسيط

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (التوبة)


        


{إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111) التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (112)} [التوبة: 9/ 111- 112].
نزلت هذه الآية في البيعة الثالثة، وهي بيعة العقبة الكبرى، لما بايع النبي صلّى اللّه عليه وسلم الأنصار وكان عددهم يزيد عن السبعين، وكان أصغرهم سنا عقبة بن عمرو، وذلك أنهم اجتمعوا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عند العقبة، فقالوا: اشترط لك ولربك، وكان القائل عبد اللّه بن رواحة، فاشترط رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حمايته مما يحمون منه أنفسهم، واشترط لربه التزام الشريعة، وقتال الأحمر والأسود في الدفاع عن الحوزة، فقالوا: ما لنا على ذلك؟ قال: الجنة، فقالوا: نعم، ربح البيع، لا نقيل ولا نقال، فنزلت الآية: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ}.
جعل اللّه تعالى أول عمل يبوئ صاحبه الجنة، هو الجهاد في سبيل اللّه، ببذل المؤمنين أنفسهم وأموالهم من أجل إعلاء كلمة اللّه، وثمن هذا البذل هو الجنة، يقاتلون في سبيل اللّه، فيقتلون الأعداء، أو يستشهدون في سبيل اللّه، وفي كلتا الحالتين يكون لهم الجنة، وأكد اللّه تعالى وعده لهم بها، وجعل لهم ما هو خير من هبة أنفسهم وأموالهم، وصيره وعدا واجب الوفاء على نفسه، وحقا ثابتا لأصحابه، مقررا لهم به في التوراة المنزلة على موسى، والإنجيل المنزل على عيسى، والقرآن المنزل على محمد عليهم الصلاة والسلام.
ولا أحد أوفى بعهده وأصدق في إنجاز وعده من اللّه، فإن اللّه لا يخلف الميعاد، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً} [النساء: 4/ 87] {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} [النساء: 4/ 122].
ومن وعد بمثل هذا الوعد المؤكد، فليظهر السرور والفرح على ما فاز به من الجنة، وليستبشر بمدى الربح العظيم في هذه الصفقة أو المبايعة، ثوابا من اللّه وفضلا وإحسانا على بذل الأرواح والمهج ونفائس الأموال في سبيل مرضاة اللّه، وذلك هو الفوز الأكبر الذي لا فوز أعظم منه.
وأوصاف هؤلاء المؤمنين المجاهدين: أنهم التائبون عن الكفر بمختلف أنواعه، الراجعون إلى اللّه من الشر إلى الخير وفي جميع أحوالهم، التاركون كل ما ينافي مرضاة اللّه، العابدون ربهم بحق وإخلاص وإحسان كأنهم يرون اللّه، الحامدون لنعماء اللّه وأفضاله في السراء والضراء، الذاكرون اللّه بأوصافه الحسنى في كل حال، وحمده تعالى لأنه أهل لذلك، والحمد أعم من الشكر، إذ الشكر إنما هو على النعم الخاصة بالشاكر، الصائمون أو السائحون في الأرض للجهاد أو طلب العلم أو الارتزاق بالحلال الطيب أو الجائلون بأفكارهم في قدرة اللّه وملكوته، الراكعون الساجدون، أي المؤدون صلواتهم المفروضة على أكمل وجه، وفي خشوع وخضوع دائم، الآمرون بالمعروف بالدعوة إلى الإيمان والطاعة، والناهون عن المنكر بمقاومة الشرك والمعاصي، والحافظون لحدود اللّه بإقامة فرائضه وشرائعه وأحكامه والانتهاء عما نهى اللّه عنه، وهذا وصف شامل مجمل الفضائل، وما قبله مفصل لها.
وثمرة هذه الأوصاف: نعم اللّه العظمى في جنان الخلد، والتي أمر اللّه نبيه أن يبشر بها أمته جميعا، وتشمل هذه البشارة كل الخير من اللّه تعالى، وأن الإيمان مخلّص من النار، فتكون النجاة بالإيمان بالله، ودليله الجهاد في سبيل اللّه، ومظاهره العبادات الحقة لله تعالى.
الاستغفار للمشركين:
لا بأس في منهج القرآن الإصلاحي من إيمان أحد من الناس، ما دام هناك استعداد أو أمل في الإصلاح وقبول دعوة الإيمان والإسلام، فإذا وقع اليأس من الإيمان، ختم اللّه على القلوب وسد منافذ الخير إليها، واستحق المعاندون التوبيخ، ومنع النبي أو المصلح وأعوانه من الاستغفار لهم، لذا ونهى اللّه نبيه من الاستغفار للمشركين ولو كانوا أقرباء، حال اليأس من إيمانهم، وتحجر قلوبهم وعقولهم، قال اللّه تعالى مبينا هذا النهي:


{ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (113) وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114) وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (115) إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (116)} [التوبة: 9/ 113- 116].
روى الترمذي والحاكم عن علي رضي اللّه عنه قال: سمعت رجلا يستغفر لأبويه، وهما مشركان، فقلت له: أتستغفر لأبويك، وهما مشركان؟ فقال: استغفر إبراهيم لأبيه، وهو مشرك، فذكرت ذلك لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فنزلت: {ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ}.
وقال ابن عباس وقتادة وغيرهما: إنما نزلت الآية بسبب جماعة من المؤمنين قالوا: نستغفر لموتانا كما استغفر إبراهيم صلّى اللّه عليه وسلّم لأبيه، فنزلت الآية في ذلك.
وعلى كل حال، ففي ورود النهي عن الاستغفار للمشركين موضع الاعتراض بقصة إبراهيم صلى اللّه على نبينا وعليه، فنزل رفع الاعتراض في الآية التي بعدها.
والمعنى: ما ينبغي ولا يصح للنبي والمؤمنين أن يدعوا اللّه بالمغفرة للمشركين، وهذا خبر بمعنى النهي، لأن النبوة والإيمان مانعان من الاستغفار للمشركين، وسبب المنع اليأس من إيمانهم وتبين أنهم من أصحاب الجحيم، أي ظهر لهم بالدليل أنهم من أصحاب النار؟! بأن ماتوا على الكفر، وفي هذا لا تفرقة بين الأقارب والأباعد، فكيف يصح لهم طلب المغفرة لأناس من بعد الموت على الكفر، والمعرفة بأنهم من سكان النار، والاستغفار للمشرك الحي جائز إذ يرجى إسلامه. وكذلك لا تجوز الصلاة على المشركين ولا تنفعهم بعد الموت على الشرك.
أما موضوع استغفار إبراهيم عليه السلام لأبيه المشرك آزر، فكان بسبب صدور وعد سابق به قبل المنع منه، فلما تبين لإبراهيم أن أباه عدو لله، بسبب موته على الكفر، تبرأ منه وتركه وقطع استغفاره له، إن إبراهيم لأوّاه، أي لكثير التأوه والتحسر والتفجع، أو كثير التضرع والدعاء، حليم، أي صبور على الأذى، محتمل للضرر، عظيم العقل.
ثم رفع اللّه المؤاخذة عن الذين استغفروا للمشركين قبل نزول آية المنع هذه، وبيّن أنه تعالى لا يؤاخذهم بعمل، إلا بعد أن يبين لهم أنه يجب عليهم أن يتقوه ويحترزوا عنه، فقال: { وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ} أي ما كان من سنة اللّه في خلقه ولا في رحمته وحكمته أن يصف قوما بالضلال، أو يؤاخذهم مؤاخذة الضالين، بعد أن هداهم للإيمان أو الإسلام، حتى يبين لهم ما يجب عليهم اتقاؤه من الأقوال والأفعال، وما كان اللّه بعد أن هدى للإسلام وأنقذ من النار، ليحبط ذلك ويضل أهله لارتكابهم ذنبا لم يتقدم منه نهي عنه، فأما إذا بيّن لهم ما يتقون من الأمور، ويتجنبون من الأشياء، فحينئذ من ارتكب ذنبا بعد النهي عنه، استوجب العقوبة. إن اللّه تعالى عليم بكل شيء وبأحوال الناس وحاجتهم إلى البيان. وفي هذا دلالة واضحة على أن لا مؤاخذة ولا عقاب إلا بعد إنذار وبيان.
وبعد أن أمر اللّه تعالى بالبراءة من الكفار، بيّن أن النصر لا يكون إلا من عند اللّه لأن لله ملك السماوات والأرض، وهو تعالى مالك كل موجود ومتولي أمره، والغالب المهيمن عليه، بيده الأمر كله يحيي ويميت، لا رادّ لقضائه، ولا معقّب لحكمه، ولا يتأتى لهم ولاية ولا نصرة إلا منه، ليتبرؤوا مما عداه، ولا تهمّ القرابة ومناصرة الأقرباء لأن الولي المعين والناصر هو اللّه تعالى، ولا ناصر سواه، وذهب الطبري إلى أن قوله سبحانه: {يُحْيِي وَيُمِيتُ} إشارة إلى أنه يجب أيها المؤمنون ألا تجزعوا من عدو وإن كثر، ولا تهابوا أحدا، فإن الموت المخوف والحياة المحبوبة، هما بيد اللّه تبارك وتعالى.
التوبة العامة والخاصة:
كان من فضل اللّه ورحمته وإحسانه أن تاب توبة عامة على أناس كثيرين وتوبة خاصة على عدد قليل، أما أهل التوبة العامة فهم الذين جاهدوا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم من المهاجرين والأنصار في غزوة تبوك، وأما أهل التوبة الخاصة فهم نفر ثلاثة، صدقوا توبتهم مع اللّه وعلموا علم اليقين أن مصيرهم إلى اللّه، فلا بد من حسن الاعتقاد والعمل، وصدق الاتجاه إلى اللّه تعالى، قال اللّه سبحانه مبينا فضله على أهل التوبة:


{لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (117) وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119)} [التوبة: 9/ 117- 119].
التوبة من اللّه: رجوعه بعبده من حالة إلى أرفع منها، فقد تكون في الأكثر رجوعا من حال المعصية إلى حال الطاعة، وقد تكون رجوعا من حالة طاعة إلى أكمل منها.
وهذه توبته تعالى في هذه الآية على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، لأنه رجع به من حاله قبل الظفر بأجر الغزوة وتحمل مشاقها إلى حاله بعد ذلك كله، وأما توبته تعالى على المهاجرين والأنصار فحالها تحتمل النقلة من تقصير إلى طاعة، وجدّ في القتال، ونصرة الدين.
وأما توبته تعالى على الفريق الثلاثة الذين كادوا أن يزيغوا، فرجوع من حالة محطوطة إلى غفران ورضا.
والمعنى: لقد تفضل اللّه بمزيد بالرضا عن نبيه، وعلى أصحابه المؤمنين الذين صاحبوه في تبوك وقت الشدة والضيق، وهي غزوة العسرة، والتزموا أمر النبي ولم يرغبوا بأنفسهم عن نفسه، لقد رضي اللّه عن نبيه وعطف عليه، وقبل التوبة من الصحابة ووفقهم للعمل بمقتضاها. وحدثت هذه التوبة على المؤمنين، من بعد ما كاد يزيغ أو يميل بعضهم عن الحق والإيمان، وهم الذين تخلفوا عن تبوك لغير سبب النفاق.
ثم أكد اللّه تعالى التوبة على المؤمنين، بأن رزقهم الإنابة إلى ربهم، والثبات على دينه، إن ربهم رؤف رحيم بهم، فلا يتركهم بعد صبرهم على الجهاد، وإنما يزيل ضررهم، ويديم نفعه لهم، ويحقق المصلحة لهم، وهذا معنى الرأفة، أي السعي في إزالة الضر، والرحمة، أي السعي في إيصال النفع.
وفائدة تأكيد ذكر التوبة مرة أخرى تعظيم شأنهم، وإزالة الشك من نفوسهم، والتجاوز عن وساوسهم التي كانت تقع في قلوبهم في ساعة العسرة. قال مجاهد وقتادة: إن العسرة بلغت بهم في تلك الغزوة وهي غزوة تبوك، إلى أن قسموا التمرة بين رجلين، ثم كان النفر يأخذون التمرة الواحدة، فيمضغها أحدهم ويشرب عليها الماء، ثم يفعل كلهم بها ذلك، وقال عمر رضي اللّه عنه: وأصابهم في بعضها عطش شديد، حتى جعلوا ينحرون الإبل، ويشربون ما في كروشها من الماء. حتى استسقى لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فرفع يديه يدعو، فما أعادهما حتى انسكبت سحابة، فشربوا وادّخروا، ثم ارتحلوا، فإذا السحابة لم تخرج عن العسكر.
وتاب اللّه أيضا على الثلاثة الذين خلّفوا، أي تخلفوا عن غزوة تبوك، لا بسبب النفاق، وإنما كسلا وإيثارا للراحة والقعود. وصاروا خلفاء عن الغازين: الذين ذهبوا إلى الغزو، وتأخروا عن المنافقين، فلم يقض فيهم شيء، وهم المرجون لأمر اللّه، وهم كعب بن مالك الشاعر، وهلال بن أمية الواقفي الذي نزلت فيه آية اللعان، ومرارة بن الربيع العامري، وكلهم من الأنصار، ووصفوا بصفات ثلاث:
ضاقت عليهم الأرض بما رحبت واتسعت بالخلق جميعا، وضاقت صدورهم بسبب الهم والغم، وعلموا ألا ملجأ ولا ملاذ من غضب اللّه إلا بالتوبة. ثم أمر اللّه تعالى المؤمنين أمرا عاما بتقوى اللّه والصدق في القول والعمل. والتقوى: التزام الأوامر واجتناب النواهي، والصدق: الثبات على دين اللّه وشرعه، وتنفيذ أوامره، وطاعة رسوله صلّى اللّه عليه وسلم.
إيجاب الجهاد على أهل المدينة ومن حولها:
ليس تكوين الأمة وإقامة الدولة بالأمر الهيّن السهل، وإنما يحتاج لبذل أقصى الجهد في التضحية، والبناء والعمل، ومجاهدة الأعداء ورد غارات المعتدين، والصبر في سبيل ذلك صبرا شديدا، سواء في حال الإقامة، أم في الأسفار، واقتحام الأخطار للقاء العدو، وهذا أمر طبيعي وحقيقة أساسية، لذا أمر اللّه أهل المدينة ومن حولها في بدء الإسلام بالجهاد الدائم مع رسول اللّه، وإيثار المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، فقال تعالى مبينا فرضية الجهاد:

8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15